في معجزة ربانية، حبلى بالعديد من الأسرار، رزقت سمية خرشيش، بمولد ذكر في نفس اليوم الذي سقط فيه إبنها الطفل ريان في البئر في الثاني من شهر فبراير من العام الماضي.

وقال خالد أورام، والد الطفل ريان، إن عملية الولادة مرت بمستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان في ظروف جيدة، أن المولود في صحة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل، مضيفا أن ما حصل اليوم في ذكرى سقوط ابنه قبل عام في البئر لمعجزة ربانية.

وعاشت قرية “إغران” ومعها العالم أجمع، في الـ 2 من شهر فبراير 2022، فاجعة سقوط الطفل ريان في بئر مهجورة بعمق 32 متر، ولمدة بلغت 5 أيام، قبل أن يفارق الحياة بعد مجهودات جبارة لفرق الإنقاذ، التي نسفت جبلا كاملا من أجل الوصول إليه وإنقاذه بالنجاح.

وأبكت مأساة الطفل ريان ذي الـ5 سنوات، الذي توفي في الخامس من شهر فبراير الماضي، الملايين حول العالم وعبرت الحدود، ووحدت بين مختلف الأطياف العربية والغربية، التي تنافست في تقديم الاقتراحات والأفكار الإنقاذية.

كما أعادت الفاجعة تحريك جذع الوحدة العربية المعطلة منذ عقود، ولو في استمطار الفرج عبر الدعاء والتوسل، وفي سياق المشاعر والتضامن الذي قرع أبواب كل بيت ودخل بمشاعر الألم وأكاليل الدعاء.

ووري جثمان الطفل الراحل ريان، في السابع من شهر فبراير الماضي، الثرى في مثواه الأخير في مقبرة الزاوية، بمسقط رأسه بقرية إغران بجماعة تمروت إقليم شفشاون.

وأقيمت وقتها في حدود الساعة (13:50)، صلاة الجنازة على روح الطفل الراحل ريان، بعد أداء صلاة الظهر.

ومشى في جنازة الراحل، عدة شخصيات، وحشد كبير من المشيعين يتقدمهم والده خالد أورام، وعدد من حملة القرآن من مشايخ ومقرئين القادمين من مختلف قرى ودواوير المنطقة.

ووصل ظهر ذلك اليوم، جثمان الطفل ريان الى مسقط رأسه بقرية إغران بجماعة تمروت إقليم شفشاون، محمولا في سيارة نقل أموات المسلمين تابعة للجماعة الترابية المحلية، بعد نقله عبر مروحية عسكرية من الرباط الى شفشاون.

وكان جثمان الطفل ريان يوجد، منذ الخامس من شهر فبراير 2022، في المستشفى العسكري في الرباط.

وكان الملك محمد السادس قد أجرى على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، اتصالا هاتفيا مع خالد اورام، و وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر.

وذكر بلاغ للديوان الملكي وقتها أنه “بهذه المناسبة المحزنة، أعرب الملك، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويهجميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم“.وقد أكد جلالته، وفق بلاغ الديوان الملكي، “بأنه كان يتابع عن كثب، تطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، إلا أن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربهراضيا مرضيا“.

كما عبر جلالته، عندئذ يورد ذات البلاغ، “عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي، والتعاطف الواسع، الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية، في هذا الظرف الأليم“.

وفي الختام، بلاغ الديوان الملكي حينها، “أكد جلالة الملك لأسرة الفقيد سابغ عطفه وموصول عنايته“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *