يكون متتبعات المجلة النسائية “ma.خميسة”، و قراء جريدة “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب “الطيب آيت باها”، تكشف خبايا و أسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين و الجيران و “كناش الكريدي” و الثقل الضريبي..إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و “قوام الحريرة” و محنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي.

إليكم الحلقة (24)

بلا زواق بلا مَوَاويل التّشكّي، أصبَح مفروض على مّالين الحوانت، باش يبقاو شادّين بلايصهوم ف السّوق، أنّهُم يخرجو من دائرة الإنهزاميّة، حيث عامل التّنافسيّة كايفرض عليهوم يطووّرُو من خدماتهوم، و يركّزو على الأثمنة. و كلّ ابتِعاد عن هاذ المنطق، يُعتبر بالنّسبة ليهوم هَدر للوقت، و بالنسبة للآخر احتيال على قاعدة العرض و الطّلب، و الرّابح ف هاذ التّماطُل، هُوما التّنظيمات و الأحزاب للي حاميِين بيكوم السّوق !!

إذن خُّوتي مّالين الحوانت، و على اعتبار الدّراسات للي كاتأكّد أنّكم كاتحقّقو أرقام مُعاملات كبيرة مع الشّركات المُنتجة والموزّعة، كاتفوق بكثير داكشّي للي تايرووّجوه المتاجر العصريّة الكُبرى، و كاتساهمو ف خَلق فرص الشّغل، و كاتمووّلو الخزينة العامة، ووو، ولكن بلا فائدة يمكن تبان ليكوم ف الأفُق !!

علاش ؟.. ببساطة لأنّكم خلقتو حدود جغرافيّة ف الخريطة التّجاريّة، و مع الأيام بدات كاتقلّص المِساحات، حتّى اصبَح كلّ واحد تاينكامش على نفسو. أما التّاريخ، فما بقاش عندنا الوقت باش نكتبوه مجموعين، لأنّ الْهْمّ للي كان مشروك، غلبات عليه سياسَة “أ رَاسِي يا رَاسِي” !!

الحلّ ماشي ساهل و مع ذلك ماشي صعيب، لأنّ الشّراء المشترك للي بغيناه، مازال ماتحقّق، و الحَماس للي غادي يخرح بيه للعَلَن، باقي مدفون ف مقابر الخَوف و التّخَوّف، و لهذا بغيناكوم بيَد وحدَة، بَلْ باصبع واحد، تعَفطو على البُوطُونَة ديال “redémarrer”، راه قطاع التّجارة تبّلُونْطَا !!

مؤكّد خّوتي مّالين الحوانت أنّه لا رَواج بدون مُستهلك، بَل ما يمكنش لأيّ تجارة كيفمّا كانت، تعيشْ بلا مُستهلك، و المُستهلك أنواع شتّى. فيهوم للي عندو باش يطاكي، و فيهوم للي محتاج للي يطاكي عليه. النّوع الأوّل هاجر الحانوت باغي يعيش الرّفاهيّة، و النّوع الثّاني دقّ الأوْتاد ف كناش الكريدي !!

هاكذا ف آخر كلّ يوم بِيعُوشّرائِي، السُّيُولَة للي هيّ القَبِيضَة، كاتنتاعش عند المتاجر العصريّة، باش تتوَسّع جُغرافيّاً، بينما عند البقّال من هزيلة إلى شبه منعدمة، تُؤدّي إلى الإنقراض تاريخيّاً. الله يرحم عليها ناسْ زمان: “للي ما عندو فلوسْ، كلامو مسّوسْ.. و ف هاذ الوقت بالضّبط، بلا إيقّاريضنْ، يقَرضُوكْ يقَرضُوكْ. يقَرضُوكْ آخُويَا، تاريخ وُ جغرافيّة !!

الطيب آيت أباه : تاجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *