يكون قراء ومتتبعي جريدتي خميسة.ما، و “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب الطيب آيت باها، تكشف خبايا وأسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين والجيران و كناش الكريدي” والثقل الضريبي… إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و”قوام الحريرة” ومحنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي. يعيش قطاع تجارة القُرب مؤخّرا على وَقع الصّدمة، بعد أنّ بَدأت تلوح في الأفق بوادر سوء تدبيره، فما كاد يستفيق مّالين الحوانت مِن هَول صَوت الإنفجار، الذي دَوّى باللسان العُثماني “بُّوم” وسط الأحياء الشّعبيّة!! حتّى دخلت على خطّ الفواجع سلسلةُ متاجر تحمل إسم “أوطوب”، يُقال والعُهدة على الرّاوي، دَاويّاً كان مِن العامر أو مِن الخاوي، أنّها ستُوقّع شهادة وفاة هذا القطاع المنكوب أصلا!!

إليكم الحلقة الثامنة

هذا القطاع الذي تعتمدُ في حقّه الحكومة وتمثيليّات “دار وديكور” مجاملة “إكرام الميّت دفنُه”، تكفي ما تبقّى منه في غياب مَن يحمي مصالحه نفخة، حتّى يتساقط كاوراق خريف ذابلة. ولأنّ كثرة الهُموم تُبكي مِن شدة الضّحك، دعونا نرسم على شفاهكم إبتسامة، لعلّها تكون في مقام صدقة، فنحصد بها أجرا ينفعُنا، نُعوّض به غمّا، نَخر عظامنا كرميم تهشّمَ!!

مِن نَوادِر الوالد رحمةُ الله عليه فيما يتعلّقُ باتّخاد الحيطة والحَذر عند التّعامل بالكريدي، أنّه كان يحكي لنا طُرفَةً تتلخّصُ فصولها فيما يلي:

– واحد السّيّد جا لواحد الحُومة، وكْرَا فيها جُوج محلّات، جهّزهُوم بجُوج، ولكن عَمَّر غير واحد بالسّلعة، ولاخر خلّاهْ خاوي وسْدّو!! توكّل على الله، وبدا ف البيع والشّرا.. من بعد سيمانة ذيال المشماش، بداوْ الكليان تايسيفطو ليه الدّراري الصّغار، على أساس يدشّنُو معاه الكريدي التّمهيدي!! غير تايقول ليه الدّري مثلا، “قالت ليك ماما عطيها واحد الباكيّة ذيال الملحة، حتّى يجي بابا وترسل ليك فلوسها”!! تايجاوْبُو ” غير اسمح لييّا آوْلدي راه باقي على الله، ومازال ما فتحت التّسجيل ف هاذ المُبارة”!! هاكذا كُلّ دَرّي تايطلب شي بضاعة، تايهزّها مول الحانوت من مَحلُّو لّلي فاتح، وتايمشي يستّفها ف المحال لّلي مسدود!! ما جات فين تدوز شي شهراين، حتّى بدا تايصفّر المحال لّلي جالس فيه تايترزّق الله!! من بعد ما تحققّات نتيجة الإفلاس المُبين!! سَدّ المحال الأوّل، وانتاقل للمحال الثّاني، لقاه مْطرطق بالسّلُوع حتّى لْزّداك آداك!! ومن ذاك اليوم لّلي دار فيه ذيك النّقلة النّوْعّيّة ف حياتو التّجاريّة!! وْلّا غير تايجي شي حدّ، يبغي يفتح معاه الحوار بخصوص الكريدي، تاينْعَّثْ ليه المحال الأوّل، وتايقول ليه شفتي هاذاك المحال لّلي سدّيتْ، راه سْبابُو هو هاذ الكريدي لّلي بغيتي انْتَ دَابَا!!

خُلاصة النّادِرة الأولى إذن، يُمكن إيجازها نظريّا وسلوكيّا حسب اعتقادي في القاعدة المِثاليّة: “مول المليح باع وراح، ومول الكريدي بَدَّلْ الْعتبَة وارتاح!!”، لأنتقل بكريم ذكائكم إلى واقعة أخرى لا تقلّ سُخرية، إخترتُ لها من باب البسط والإستفادة عنوان: “إثنان في واحد: مع مول الحانوت إضْحَك واعتَبِر!!”، وتحكي أطوارها الحقيقية أنّ:

– واحد الْعشير ذيال أيّام الثّانويّة مِن أصول أمازيغيّة قُحَّة، عاوْد لييّا شي نهار مْشى لكازا هُوّ وخوه. نزلو من الكار، وهوما يقصدو واحد مول المحلبة. طلبو منو 2 ميلفايْ و 2 كيسان ذ الرّايْب. مْدّ يدّيه الخدّام باش يجبد ليهوم 2 ميلفايْ من الفيترينا، وهُوّ يهدر معاه البّاطرون بالشّلحة!! قال ليه “فكاسْنْ تِي يْظْكامْ”ْ، يَعني “عطيهوم ذيال البارح”!! ذيك السّاعة بْغَا خُو صاحبي يتكلّم، ولكنّ غمزُو الصّديق ذيالي باش يْسْقل ويجمْع دَلقُوشُو!! المُهّم ذاقُو هاذوك الميلفايات، لقاوْهوم بْنَانْ ومْزيانين، وهُوّ يعاود صاحبي طلب باش يزيدهوم 2 خْرين.. ف الأخير ومن بعد ما فْتَارسُو كولشي حَبّ وتبْنْ، توَجّه صديقي للخدّام بالسّؤال “شحال 2 كيسان ذْ الرّايْبْ؟”، جاوبُو الخدّام “4 دراهم”، وهُوّ يحطّها ليه النّيطّ فوق الكونطوار، ذيك السّاعة قالو الخدّام “هاذي 4 دراهم ذيال الرّايْبْ، زيدني 4 دراهم ذيال ميلفايْ؟”.. جاوْبُو صاحبي بالشّلحة الفُصحَى “ياك ميلفايْ تِيظْكامْ كا تّكا؟” بمعنى “ياكْ ميلفايْ غير ذيال البارح”!! حينها خَرج الأخَوَيْن الآمازيغِيَّيْن مِن المحلبة مُنتَصرَيْن، بينما بقيَ البّاطرون مُتَسَمِّرا فوقَ كوربَة ذيال الموناضا، تَعلوهُ الدّهشة!!

في نظركم أصدقائي الأفاضل، واش هاذ العجب بحالو بحال ذاكشّي ذيال “العُنصريّة والعُنصريّة المُضادَّة”؟، لأنّني ومِن موقعي الشّخصي، أرى أنّ تفكيك المُحرّك، واستبدال ما فسَد مِنه بقطاع غيار في مستوى المرحلة، هو الحلّ المضمون لتَجويد مردوديّة أحصنة القطار على مسار التّطوّر، مِصداقا لنُكتة: “على وجه السّكة تايدوز التّران!!”. أمّا الشّوافْر وعلى وَفرَتهم، فقد أثبتَت بَياناتُ الرّحلات، أنّهم فقط يملأون فضاء مَقصورة القيّادة بالشّخير لا أكثَر!!

الطيب آيت أباه : تاجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *