سيكون قراء ومتتبعي جريدتي خميسة.ما، و “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب الطيب آيت باها، تكشف خبايا وأسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين والجيران و كناش الكريدي” والثقل الضريبي… إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و”قوام الحريرة” ومحنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي.

“واحد العام باقِي تانعقل تزّادت التّحميرة -الفلفلة الحمراء- زيادة صاروخية، بما يقارب 100%، وكان تايبان عندي واحد العطار متجول، تزامنا مع أيّ زيادة كاتطرَى فشي مادة من المواد اللي تانبيع، وأنا كنت دائما تانظّاهر بأنني ما عندي علم بموضوع الزيادة، غير باش يبقى دائما هاذ صاحبنا وأمثالو، تايعتاقدو أنهم شمتوني، بينما في الحقيقة، أنا تاندير هاد المسرحية، باش يبقاو كلما تزاد شي برودوي في السوق، يسارعو بإخباري. لأنني في آخر المطاف ماتانعطيهومش داكشي اللي طلبو، بل تانعطيهوم داكشي اللي بغيت أنا، جزاءا لهم على إخباري، بلا ما يكتاشفو أنني تانوظّفهوم كأعين ديالي في السوق.

المُهمّ هاد العطار صاحبنا، كان جَا عندي من قبل، وشاف عندي التحميرة مصطوكيا في لاكاب، ولهذا جاب معاه الهوندا. يعني جاي معووّل يگـريسيني تجاريا عاين باين. ولكن أنا ما ساهلش ليه، حيث غير سووّلني على ثمن التحميرة، وقلت ليه ثمنها الأصلي دون زيادة، وهوّ يجبد الفلوس زرباً خفّاً، وقال لي عطيني 500 كيلو. ولكن قمعتو غي بالفن، حيث استأذنت منّو نسووّل مولاها اللي باقي گاع ماخلّصتو فيها. وفعلا كان واحد التاجر “ملالي” الله يذكرو بخير هوّ اللي جابها لي، وصراحة باقي ماخلصتهاش ليه، ولكن بالثمن الأول المتقف عليه أيام تجارة العز والكلمة.

فعلا هزّيت قدّامو الهاتف، وتّاصلت بصديقي الملالي، وهوّ يعطيني الثمن الجديد أمام صدمة العطار المتجول. ومع ذلك ما خلّيتوش بلاش، غير هوّ ما خداش داكشي اللي كان عووّال عليه ياخدو. لأنّ اللي مفروض فيهوم يشركو معايا هاذ البركة، هوما الزبناء الأوفياء والمخلصين، اللي ديما معايا في السراء والضراء، ماشي المضاربين اللي كايستاغلو الزيادات لصالحهوم الشخصي فقط”.

خُلاصة القول أنّ التجارة علم وشطارة، والشّمايتِييّا اللي تايدُورو في السوق باش يشمتوك، وايّاك تخسر معاهوم، بل بالعكس لوح ليهوم ديما شي عظييّم يتلاهاوْ بيه، في مقابل أنهم يجيبُو ليك الأخبار د السوق اللي مازالَة في الميكّة. وحتّى الزيادة حيث تطرَى على شي برودوي، ما تاكلهاش بوحدك، بل اعطي منها للكليان ديالك، باش كولشي يتمعّش، وتحافظ أنت على علاقات زوينة مع زبناءك، وتكسب قلوب الناس، وربي يطرح ليك البركة في تجارتك.. هاكّا كانت القاعدة باش كنّا خدّامين أيام كانت العملة الرائجة بشكل كبير هي النية والمعقول..

الطيب آيت أباه: تاجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *