أظهر البحث عن أصل فيروس كورونا المستجد المسبب لجائحة “كوفيد 19″، نتائج مفاجئة لفريق دولي من العلماء، وفقا لورقة بحثية لم تتم مراجعتها من قِبل النظراء نُشرت اليوم الاثنين.

ووجد الباحثون 24 نوعا من فيروسات كورونا الخفافيش غير معروفة – أربعة منها مرتبطة بالسلالة التي تسبب كوفيد 19 – كلها داخل دائرة نصف قطرها أقل من 4 كيلومترات في جنوب غرب الصين، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.

وقالت الورقة البحثية إن أحد الفيروسات يحمل “العمود الفقري الجيني الذي يمكن القول إنه الأقرب إلى فيروس (SARS-CoV-2) الذي يقف وراء الجائحة”، ولكن لا يبدو أن أيًا منها هو سلف مباشر لفيروس كورونا المسؤول عن الوباء.

أقرب فيروس مطابق كان “RpYN06″، لديه تشابه بنسبة 94.5% مع “SARS-CoV-2” عبر الجينوم بأكمله – أقل قليلا من “RaTG13″، وهو فيروس خفاش آخر تعرف عليه العلماء في منطقة يونان منذ سنوات والذي يتطابق بنسبة 96%.

ولطالما كانت الخفافيش – التي تحمل فيروسات مسببة للأمراض أكثر من أي حيوان ثديي آخر – موضوعا رئيسيا للبحث الفيروسي، لكن علماء صيد الخفافيش، لا سيما في الصين، تعرضوا للنيران منذ ظهور “كوفيد 19″، الذي يُعتقد أنه نشأ بين الحيوانات.

وصفت منظمة الصحة العالمية إحدى النظريات القائلة بأن فيروس كورونا الجديد تسرب من مختبر يدرس فيروسات الخفافيش في مدينة ووهان بوسط الصين بأنها مستبعدة للغاية، لكنها لا تزال تثار، وآخرها في خطاب مفتوح من قبل مجموعة من الأكاديميين نشر في “وول ستريت جورنال” و”لو موند”.

وعلى الرغم من الجدل، استمرت بكين في تمويل العديد من فرق البحث لجمع ودراسة فيروسات الخفافيش في جميع أنحاء البلاد، وكان من بينهم الفريق الذي يقوده البروفيسور، شي ويفونغ، من جامعة شاندونغ الطبية الأولى، والذي كان مسؤولا عن أحدث الأبحاث التي نشرتها مؤسسة “bioRxiv” لعلم الأحياء.

ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن فيروسات كورونا هي عائلة كبيرة من الفيروسات التاجية، يصيب 7 منها فقط البشر، وتختلف أعراضها المرضية بحسب نوعها. إذ تسبب 4 منها أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد الشائعة.

أما الفيروسات الثلاثة الأخرى، فتسببّ أمراضا أكثر خطورة، وهي فيروس “SARS-CoV” الذي يسبّب المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة أو “السارس”، وفيروس “MERS-CoV” الذي يسبب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو “الميرس”، بالإضافة إلى فيروس كورونا المستجد “SARS-CoV-2” الذي يسبب مرض “كوفيد 19”.

وإلى جانب الفيروسات المرتبطة بـ”SARS-CoV-2″، عثر فريق شي على فيروسات أخرى مرتبطة بسارس الذي تسبب في وباء عام 2003، واكتشفوا أيضا 17 نوعا جديدا من فيروسات كورونا مرتبطة بسلالتين قد تسببان أمراضا لأجنة الخنازير.

ولم يكشف الباحثون الموقع الدقيق لبحثهم، لكنهم حذروا من أن اكتشاف العديد من الأنواع غير المعروفة في مثل هذه المنطقة الصغيرة أمر غير متوقع.

ووجدوا أيضا أن الفيروس نفسه يمكن أن يصيب الخفافيش المختلفة، بما في ذلك الأنواع التي يمتد انتشارها من الهند وجنوب شرق آسيا إلى جنوب الصين.

وفي الأشهر الأخيرة، اكتشف باحثون المزيد من فيروسات كورونا المرتبطة بـ”SARS-CoV-2″ في كمبوديا وتايلاند وحتى اليابان، لا تحملها الخفافيش وحدها، بل حيوانات أخرى، مثل البنغول.

وشهد العالم أكثر من 120 مليون إصابة بمرض “كوفيد 19” منذ ظهوره في الصين، أواخر عام 2019، وتجاوزت الوفيات الناتجة عنه 2.6 مليون حالة، واضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات احترازية شملت الإغلاق الشامل وتقييد حركة النقل والسفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *