أفادت كريستين آرتشر، خبيرة التغذية والصحة، في دراسة طبية لها، بأن الكثيرون من أصحاب العمل في الفترة الليلية يعانون من أعراض مرضية عديدة منها الأرق والصداع المستمر واضطرابات الهضم وغيرها من الأمراض التي قد تصيبهم بسبب السهر ليلا والنوم نهارا.
ووفق الخبيرة كريستين آرتشر، فتغير العادات اليومية أو الحرمان من النوم، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الصحة، وقد يؤدي إلى مجموعة من الأمراض التي غالبا ما يكون لها سبب في اضطراب جهاز المناعة، مثل حالات التهاب الأمعاء.
وفق دراسة لها نشرت على موقع “primewomen”،
قالت كريستين آرتشر: “يعتقد الأغلبية العظمى من الأشخاص المصابين بـ”الحرمان من النوم” أن هذا يعود إلى الإجهاد أو الاكتئاب والقلق وغيرها من الأشياء النفسية، ولكن هذا غير صحيح، وأضافت: “هناك علاقة مباشرة وقوية بين الأمعاء الغليظة والدقيقة وبين الإصابة بالأرق”.
وطبقا لما ذكره تقرير طبي مرافق لدراسة خبيرة التغذية كريستين آرتشر في صحيفة “primewomen” جاء فيه: ” يعتقد الباحثون أن تريليونات الميكروبات التي توجد في الأمعاء، المعروفة بشكل جماعي باسم “الميكروبيوم” أو “الميكروبيوتيك”، وهي مجموعة من الميكروبات المتعايشة مع الإنسان داخل أمعائه، لها تأثير كبير على الحالة المزاجية للإنسان ما قد يتسبب له في عدم القدرة على النوم بشكل متواصل”.
وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعملون في نوبات العمل الليلية هم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية على المدى الطويل فهناك علاقة وثيقة بين قلة النوم وأمراض الأمعاء.
وبحسب تقرير نشره موقع “medicalnewstoday” المعني بالشؤون الصحية: “التهاب الأمعاء والحالات الأخرى التي ترتبط باضطراب الجهاز المناعي هي أكثر شيوعا بين الأشخاص الذين يتعرضون لأنماط النوم غير المنتظمة”.
وكشف البحث العلمي الجديد لـ”آرتشر”عن أن: “الأشخاص الذين يعملون فى نوبات ليلية لوقت طويل لديهم مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل صحية مثل القرحة، وبعض أنواع السرطان، وأمراض التمثيل الغذائي، والسمنة، وأمراض الجهاز الهضمي، وتبين أن السبب وراء ذلك هو أن الخلايا المناعية في الأمعاء تتأثر بالساعة البيولوجية للجسم”.
وكشفت الأبحاث عن أن الخلايا المناعية حساسة للتغيرات في جينات الساعة البيولوجية لهؤلاء الأشخاص الذين يمارسون عملهم ليلا، مما قد يضعف قدرة الخلايا المناعية على تنظيم صحة الأمعاء.
ووجد الفريق البحثي أن تلك الاضطرابات قد تؤدي في حالات عديدة إلى التهاب حاد وانتهاك حاجز الأمعاء وزيادة تراكم الدهون.
فبحسب الباحثين فإن الضوء الخارجي يؤثر في الحفاظ على وظائف الجسم متزامنة مع دورات الليل والنهار، ولذا عند الدوامات الليلية تحدث اضطرابات عديدة في الجسم، لأنه ببساطة ساعات الليل مخصصة للنوم والراحة وساعات النهار مخصصة للنشاط والعمل.