يكون قراء ومتتبعي جريدتي خميسة.ma، و “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب الطيب آيت باها، تكشف خبايا وأسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين والجيران و كناش الكريدي” والثقل الضريبي..إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و”قوام الحريرة” ومحنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي.
إليكم الحلقة (17)
أخي المستهلك، مهما أسهبتُ في توصيف العلاقة المصيرية التي تجمعنا، فلن يتأتّى لي بلوغ أدق تفاصيلها، فما مزج بين العواطف، زادُ سفر في دنيا التعارف، غاية الله منه كل الخير، وما كتب الله لنا برحمة منه إلا الخير كل الخير.
أخي المستهلك، تطوف بذهني مرغما الكثير من الهواجس، وأنت أقرب إلى ملامستها من أغلب المدّعين. وإن كان من سماتنا الصبر وأنت من المُدرِكين، عارٌ علينا وأد الألم والثغر قهرا باسم.
أخي المستهلك جارَ الدهر علينا ولم ننبس بقدر أنملة، بل قابَلْنا المسيءَ بعكس ما يضمر، وإن حط الجهلاء من قدرنا، يرفع الله بفضله من يشاء. وأنت تراني إليك اليوم مخاطبا، فأنت الأقرب مني إلى نفسي أدبا، أرمي بالشباك في خمّ بالدجاج مكتض، يجود الوكر بالوفر ولو شح الح ، فلا تفزعنّ ما سواك نِعمَ الرفيق، يسوقنا القدر ضراءً وسراءً على نفس الطريق. تجيءُ النوائب بالصعاب فأكون لها درعك الواقي، نلقاها سويّا كالفارس في سُلّم الشهادة راق. أثقلُ الشدائد عليك بالشهامة تخِفّ، ها قد حل عليك الدور تمهل رويدا لا تعترف، فليس ما أحتاج مواساة باللسان، إنما المراد ظلٌ يأوي من قيظ المحن.
أخي المستهلك، الحديث إليك يطول عذوبة كالعسل يزيد اللعابَ صبابة، تتقاطع همومنا على طول الدرب، فنرميها بسهام الوئام والحُب. نطويها مهلة في سجل الديون، لنصرف عنك الغمامة وكربة الشجون، رغم ضيق ذات اليد وإنحناء المتون.
أخي المستهلك، تململ الكون برمته، ينشد النهضات في صحوة، وإنّا لنخشى أن يفوتنا القطار، فنتناثر كفقعات رغوة. تعصف بها أجواء الإنذثار من عزلة الحواضر إلى هوامش النوادر.
عزيزي المستهلك، هلاّ صرخت معي بملء الفاه: إرحموا عزيز قوم ذل ؟
الطيب آيت أباه : تاجر