قد لا يكون مصطلح “إدمان الهواتف الذكية”، مثل “إدمان السكر”، حالة معترف بها طبيًا، لكن هذا لم يمنع العلماء من دراسة آثار استخدام الهواتف الذكية بقوة على أولئك الذين يفرطون في التعلُّق بأجهزتهم، وعلى الأخص الشباب و الأطفال.
وقد ألقت دراسة حديثة -أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات- بالضوء على على الآثار الخبيثة لاستخدام الهاتف وتأثيره على أنماط النوم، حسبما جاء في تقرير لموقع “Eat This, Not That” الأمريكي.
وقت وجودة النوم
ووجدت الدراسة التي نُشرت العام الماضي في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine أن “الاستخدام المفرط للهواتف الذكية كان مرتبطًا بقصور إجمالي وقت النوم لدى الأطفال”، كما ارتبط استخدام الهاتف الذكي بقصور كبير في نوعية النوم عند الأطفال الصغار”.
ووفقًا لدراسة آخرى، نُشرت في مجلة Frontiers in Psychiatry، وُجد أن 40٪ من جميع المشاركين في الاستطلاع “مدمنون” على استخدام هواتفهم، وأن حوالي 70٪ من هؤلاء المدمنين على الهاتف يعانون من سوء نوعية النوم.
ووجد الباحثون أنه كلما كان المشاركون أصغر سنًا، زاد احتمال إدمانهم، تقول الدراسة: “كان إدمان الهواتف الذكية أكثر انتشارًا بين المشاركين الأصغر سنًا”.
وأضافوا: “قد يعكس هذا الرغبة المتزايدة بين الأجيال الشابة لاعتماد استخدامات جديدة للهواتف الذكية (مثل الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي) ، مما قد يؤدي إلى زيادة مخاطر الإدمان، وقد يرتبط هذا أيضًا بإمكانية حصول المشاركين الأصغر سنًا على مزيد من الوقت لهذه المساعي.
ووفقًا لعلماء النوم، فإن هذا ليس بالأمر الهين، وأن العلاقة بين استخدام الهاتف الذكي وقلة النوم تنطبق على الأشخاص من جميع الأعمار والجنس.
“وباء عالمي”
كما أوضح الخبراء -بعبارات مثيرة للقلق- أننا نشهد بهدوء وباء عالمي للحرمان من النوم، بدلاً من السجائر التي تضر بصحتنا، إنها أجهزتنا المحمولة، التي تعمل مصابيحها ذات الموجات القصيرة في الواقع على إعادة ضبط ساعاتنا البيولوجية وتأخير أوقات نومنا كل يوم، والنتيجة هي نوم رهيب على مستوى كبير.
تشير الدراسة المنشورة في Frontiers in Psychiatry إلى أن أولئك الذين استخدموا هواتفهم في وقت لاحق من المساء والليل كانوا معرضين بشكل خاص لخطر إدمان الهواتف الذكية.
وخلصت الدراسة إلى أن: “وقت الاستخدام اللاحق كان مرتبطًا بشكل كبير بإدمان الهواتف الذكية، مع الاستخدام بعد الساعة 1 صباحًا مما يمنح خطرًا متزايدًا بمقدار 3 أضعاف”.
وأضافت: “قد يكون هذا الارتباط مؤشرا على ضعف التحكم والاستخدام على الرغم من الضرر، والتي هي سمة من سمات الإدمان السلوكي. وقد تم ربط ملكية الهواتف الذكية سابقًا باستخدام المزيد من الوسائط الإلكترونية في الليل وأوقات النوم اللاحقة في دراسة استقصائية للمراهقين”.