احييت الفنانة البرتغالية جوانا اميندويرا، مساء الثلاثاء بمسرح محمد الخامس بالرباط، حفلا فنيا بهيجا، استمتع خلاله الحضور بلحظات دفئ غامرة، نسجتها مشاعر موسيقى “الفادو“، وذلك في إطار النسخة الخامسة من “مهرجان الفادو”، المنظم تحت شعار “الفادو والبحر“.
وتحت أضواء خافتة، سافرت الفنانة اميندويرا بصوتها الساحر بالحضور إلى عوالم الإحساس الراقي المضمخ بمسحة برتغالية، تتالت فيها مقاطع موسيقية شجية آسرة، تنهل من تراث فادو مدينة لشبونة، التي تعكس روح شعب عاش طويلا على إيقاع السفر البحري.
وتعتبر أميندويرا واحدة من مغنيي الجيل الجديد لفن الفادو، حيث استهلت مسيرتها الفنية في سن 11 بفوزها بالجائزة الأولى في ليلة الفادو الكبير في مدينة بورتو، ثم بصمت على حضورها الدولي الأول سنة 1998 بمدينة بودابست بإطلاقها ألبومها الأول “عيون الأولاد”، ثم ألبوم “هذا الشارع” سنة 2000.
وأعربت الفنانة البرتغالية عن سعادتها للتواجد بمدينة الرباط للمشاركة في النسخة الخامسة من مهرجان فادو، مشيرة إلى أنها أعدت باقة من الأغاني مستوحاة من موضوع المهرجان “الفادو والبحر“.
وقالت، في هذا الصدد، إن “موسيقى الفادو تجسيد فني لمشاعر الحنين والحزن التي تتملك النساء اللواتي ينتظرن البحارة، إنه شعور غامر من الأشواق موسوم باسم “سوداد”، مشيرة إلى أن حفل الليلة يحمل مشاعر باذخة تعكس الروح الأنيقة للفادو، المحتفية بالفرح أيضا“.
من جهته، عبر سفير جمهورية البرتغال بالرباط، برناردو فوتشير بيريرا، عن فخر سفارة البرتغال بتنظيم النسخة الخامسة لمهرجان الفادو بالرباط، مشيرا إلى أن “الفادو” غناء برتغالي شهير يحظى بتقدير كبير في العالم وبالمغرب.
ولفت السفير إلى أنه من المنتظر تنظيم حفلين آخرين يومي 22 و23 شتنبر باستوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، داعيا الجمهور المغربي الذي لم يتعرف بعد على فن الفادو، إلى الحضور والاستمتاع بهذه الأغاني الرائعة.
وكانت موسيقى الفادو قد صنفت سنة 2011 من طرف اليونسكو ضمن قائمة التراث اللامادي، لتعكس بذلك تفرد ورقي هذا الفن الذي تعود جذوره للقرن 19.