إلتقيا في حفل زواج ابنة صديقتهما المشتركة، هو في التاسعة و الخمسين من العمر، طبيب يحب مهنته، لطيف، لا يدخن و لا يشرب الخمر. يبدو أصغر من عمره، له جسد رياضي.
تزوج مرة واحدة وبعد سنوات قليلة جدا توفيت زوجته، أضرب بعدها عن الزواج، لم يرزق بأبناء، يعيش وحيدا، بيته عبارة عن ملحقة لعيادته، كتب و أبحاث في كل مكان.
يوجد بدل مكتب واحد مكتبان، يحب الأضواء الخافتة، في كل مكان اباجورات مختلفة الأحجام و الألوان، حتى غرفة نومه تشبه مكتبة بسرير …
هي في الثانية والخمسين من العمر إطار بنكي، جميلة و شقراء تضع نظارات طبية من ماركة عالمية، هي أيضا تبدو أصغر بكثير من سنها، رغم بعض التجاعيد الصغيرة التي تظهر جنب عينيها، تخفيها جاهدة بالمساحيق، وبعض الخصيلات البيضاء التي تظهر في شعر راسها، لم يسبق لها الزواج.
تمت خطوبتها مرات كثيرة، كانت ترفض لأسباب مختلفة، مرة لكونها لازالت صغيرة و لرغبتها في إتمام دراستها ومرات لأن المتقدمين لها لا يناسبونها .
ولما تقدمت في العمر قليلا قلت طلبات الزواج منها، فانشغلت مرة أخرى بدراساتها العليا حتى حصلت على أعلى الشواهد و نسيت فكرة الزواج تماما.
جلسا معا، اتفقا على الزواج، أحبها فعلا وشعر وكأنها المرأة التي لم يسعفه الحظ في لقائها من قبل، انجدب لها كثيرا، وأحس بأن قلبه لازال ينبض لمشاعر الحب في زمن ميزته الجري و الصراع …
هي أيضا أحبته وشعرت لأول مرة بدفء حرمت منه لسنوات طوال، رأت فيه الزوج المناسب رغم كل هاته السنين من الوحدة القاسية، كانت تائهة ولكنها صلبة وقوية، ورغم تظاهرها بالقوة لمجابهة الحياة كامرأة في مجتمع ذكوري بنسبة كبيرة رغم الانفتاح و التطور الذي يشهده.. لأول مرة أحست أنها تحتاج أن تكون ضعيفة، أحبته و سلمت له مفاتيح قلبها.
هو باع عيادته، هي أخذت تقاعدها النسبي، زارا نصف الكرة الأرضية، وهما الآن في بداية زيارة النصف الثاني…
*المصدر سوشل ميديا