يكون قراء ومتتبعي جريدتي “خميسة.ma”، و “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب الطيب آيت باها، تكشف خبايا وأسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين والجيران و “كناش الكريدي” و الثقل الضريبي.. إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و”قوام الحريرة” ومحنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي.
إليكم الحلقة (21)
يَعكفُ فريق من التّجّار النّشطاء على تداول الإمكانيّات والصّيَغ الكفيلة بإخراج مشروع تَنسيقيّة إلى الوجود، وقد توافقوا فيما بينهم على إحداث لجنة “مؤقّتة” للإعلام والتّواصل، إنبثقت من لجنة تحضيريّة، تضُمّ تشكيلة من التّجّار المتطوّعين.
ومن أجل مدّ المتتبّعين لهذا الحدث البارز بآخر التطوّرات، نخبركم أن عدد الإطارات الملتحقة يناهز 30 جمعيّة من مختلف مدن المملكة الشّريفة، في إنتظار مُقبلين جُدُد يرفعون من سقف المؤازرة والتّضامن. وكما لا يغيب عن أذهانكم، فإنّ قطاع التّجارة في حاجة ماسّة إلى أبنائه، لإدراك ما يمكن معالجته، قبل إستفحال الوضع، الذي بات كاريثيّا بكلّ المقاييس، سيّما مع ما يتضمّنه قانونَي الماليّة لسنة 2018 و2019 من بنود مجحفة، ومؤثّرة بشكل سلبي على سيرورة تجارة القُرب، خارج أيّ برامج تأهيليّة، وفي غياب تامّ للمؤسسات التّمثيليّة على مستوى مصادر القَرارات.
من هذا المنطلق، ولأسباب متعدّدة، كان لزاما على نُخبة من التّجّار إتّخاد خطوات تنديديّة وإحتجاجيّة، لم تلقَ ردود الأفعال المرجوّة من لدُن المسؤولين لحدّ السّاعة، وأمام صمت القبور السّائد، خرجت من رماد الفشل المُطبق على القطاع مبادرةٌ جَديدة، أختيرَ لها من الأسماء مؤقّتا إسم: “تنسيقيّة البَقّالَا المغاربة”، تقود قاطرتَها كوكبةٌ من التّجّار. شبابٌ وشيّاب على أهبة الإنطلاق مجدّدا من حيث وَقفت المُحاولات السّابقة، مُتّحدين في مواجهة اليأس والإحباط.
إنّ مشروع “تنسيقيّة البَقّالَا المَغاربة” بأهدافه التي تترقّبُ تعديلات أو إضافات، لن تتأتّى إلا بإنضمام المزيد من أبناء القطاع البَررة والحكماء، لهُوّ الشّعار الذي يُترجم نيّة رُعاة المبادرة هاته في تَحقيق شكل من أشكال العمل التّشاركي النّموذجي، إنسجاما مع ما يزخر به دستور المملكة الشّريفة من بنودٍ أخلاقيّة، طواها المسؤولون خلف المصالح الخاصّة، ونحن في التّنسيقيّة، إذْ نجتهد لإبراز بَريقها، شرط أن نشتغل جميعا بما حبَا الله به التّاجر الصّدوق من قِيَم وأخلاق.
بادروا إذن إخواننا التّجار إلى تحقيق هذا الحُلم، للوقوف وقفة رجل واحد، بعد مسلسلٍ من الكبوات لا نلوم فيها أحدا، بقدر ما نلوم أنفسنا.
الطيب آيت أباه : تاجر