للمرأة في المجتمع الامازيغي مكانة عظيمة و تؤكد الدراسات التاريخية و الأنتربولوجية الحالية المكانة التي تبوأتها المرأةالأمازيغية في مجتمعها عبر العصور التاريخية إذ كانت تتمتع بحرية واسعة وتحظى بمكانة مشرفة تليق بها .
إذ ان المرأة الامازيغية حظيت بمكانة مميزة و مشرفة ، قلّما تميّزت بها المرأة لدى جل الشعوب، فكانت ملكة و قائدة و زعيمةو شاعرة و ناسكة و متصوفة و محاربة … وقد خلد لنا التاريخ أمثال كثيرة منهن ، وفي ما يلي أبرز و أعظم 5 نساء أمازيغياتفي التاريخ ممن تقلّدن المُلك والقيادة والزعامة :
1 ـ الزعيمة الامازيغية زينب النفزاوية
كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة .
كانت عنوان سعده، والقائمة بمكله، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب.
ونقل عن ابن الأثير في الكامل:
كانت من أحسن النساء ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين.
وأورد بعض أخبارها في الاستقصا، الطبعة الثانية .
2 ـ الملكة الامازيغية تيهيا Tihia
الملكة الأمازبغية العظيمة “ديهيا الأوراسية” الملقبة في المصادر التاريخية العربية ب”الكاهنة الداهية البربرية”،جكمت قومها الامازيغ خلفا للملك الامازيغي أكسيل وحكمت جل شمال أفريقيا وكانت ملكة و قائدة عسكرية عظيمة عرفت بشدة بأسهاوقوتها قاومت الرومان وهزمتهم في أكثر من موقع كما تصدت للجيوش الاسلامية العربية فهزمتهم وانتصرت على القائدالعربي حسان بن النعمان ، وعرفت في حروبها مع جيوش العرب المسلمين كأول إمرأة تهزمهم شر هزيمة حيت طاردتفلولهم الى ان اخرجتهم من افريقيا كما وصف ذلك ابن خلدون ، وفي ما بعد نهجت سياسة الأرض المحروقة لوقف اطماعالمسلمين في ارض افريقيا ، وفي اخر ايام حياتها قُتلت بشهامة في ارض المعركة غدرا .
وقد قال عنها المؤرخ ابن عذارى المراكشي:
جميع من بأفريقيا من الرومان منها خائفون وجميع الأمازيغ لها مطيعون – بن عذارى ـ ج1 ـ ص 37
قال عنها العلامة إبن خلدون:
ديهيا فارسة الأمازيغ التي لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاحلتدافع عن أرض أجدادها.– إبن خلدون كتاب العبر الجزء السابع ص 11.
وقال عنها المؤرخ الثعالبي :
وبعد معركة صارمة ذهبت هذه المرأة النادرة ضحية الدفاع عن حمى البلاد – الثعالبي: المصدر السابق ص77
3 ـ المقاوِمة الامازيغة لالة فاطمة ن سومر Lalla Fatma N’Soumer
كانت الزعيمة الامازيغية لالة فاطمة ن سومر أحد اكبر زعماء المقاومة الوطنية الجزائرية في بدايات الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر. و قادت قومها في عدة معارك لصد زحف الجيوش الفرنيسة على الجزائر ، أطلق عليها المؤرخ الفرنسي لوي ماسينيون لقب “جان دارك جرجرة” تشبيها لها بالبطلة القومية الفرنسية العظيمة “جان دارك”.
وتقديرا لدور البطلة الامازيغية فاطمة نسومر التاريخي أطلق اسمها على جمعيات نسوية، واماكن عدة ، وشيد لها تمثال في الجزائر ، كما ألفت حولها أعمال أدبية وفنية، وأطلقت الجزائر مؤخرا اسم “فاطمة نسومر” على إحدى بواخرها العملاقة المُعدة في اليابان لنقل الغاز تخليدا لذكراها.
مما كتبه عنها المؤرخ الفرنسي إيدموند :
لقد كانت فاطمة روح ثورة الفلاحين في جرجرة سنة 1857 ..من عائلة شريفة و غنية..و قد تنبأت بالغزو الفرنسي و بأسرها و كانت ذكية الحدس.. حسب شاهد عيني..عندما جيء بها لمعسكر فرنسي ..بعد دخول قرية ” إيهلاين “.
4 ـ الملكة الامازيغية تين هينان Tin Hinan
كانت تين هينان ملكة متفردة، فكل االروايات والآثار تثبت أنها كانت تدافع عن أرضها وشعبها الامازيغي ضد الغزاة الآخرين من قبائل النيجر وموريتانيا الحالية وتشاد. وقد عرف عنها أنها صاحبة حكمة ودهاء، نصبت ملكة بسبب حكمتها وقدراتها الخارقة في القيادة والاقناع .
اليوم توجد أثار و مجوهرات ثمينة تعود للملكة الامازيغية تين هينان بمتحف كاليفورنيا بأمريكا، بعدما تم إكتشاف ضريحها بعد حفريات مشتركة لخبراء فرنسيين وأمريكيين سنة 1925، أي خلال فترة الاستعمار، وعند العثور على الضريح قام الفرنسيون بأخذ التابوت الحجري والهيكل العظمي، فيما استولى الأمريكيون على المجوهرات ووضعوها في متحف ببلدة كاليفورنيا.
وكانت هناك مبادرة من طرف وزارة الثقافة الجزائرية في بداية التسعينيات لاسترجاع تلك الاثار والمجوهرات، فاشترط رئيس بلدية كاليفورنيا حضور رئيس بلدية أبلسة شخصيا لتسليمه المجوهرات، وفقا لاتفاقيات معينة، إلا أن العملية لم تتم لأسباب تبقى مجهولة..! للإشارة، فإن السلطات المحلية في الجزائر تقيم سنويا مهرجانا دوليا باسمها للتعريف بالطاقات السياحية والتاريخية لأمازيغ الأهڤار.
5 ـ السيدة الامازيغية كنزة الأوربية
كنزة الأوربية ابنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية ، تولت المشورة بعد وفاة زوجها إدريس الأول الهارب من بطش العباسيين. وقد لعبت هذه المرأة الامازيغية دورا هاما في إرساء قواعد الامارة الإدريسية خاصة بعد وفاة زوجها إدريس الأول حيث أظهرت تفوقا كبيرا في حسن الإعداد لخلافة الحكم ، بل سيمتد نصحها وحكمتها إلى التدخل في الحالات الحرجة .
وكانت كنزة الاوربية الدراع الايمن و الايسر معا لادريس الاول عندما تزوجته بعدما فر هاربا طريدا من المشرق فاستنجد و احتمى بالامازيغ الذين إستجابوا له بعدما وجه نداء استغاثة للامازيغ مما جاء فيه :
“…وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقا وغربا، وأظهروا الفساد وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً. فليس للناس ملجأ ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء. فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا البربر اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية النبيين. فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين ونصر الله مع النبيين. واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره وقل ناصره، وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه فأجيبوا داعي الله. فقد دعاكم إلى الله…”.