اكتشفت دراسة حديثة أن كمية الملح التي يتناولها الإنسان قد تجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الناجمة عن البكتيريا، و كذلك الفيروسات مثل “كورونا” المستجد.
وسعت الدراسة التي نُشرت حديثا في مجلة “Circulation” إلى تعميق الفهم الذي اكتسبه العلماء من دراسة سابقة أجريت في عام 2015، والتي اكتشف فيها فريق البحث أن الكميات المرتفعة من الصوديوم في الدم تؤثر على كيفية استعداد نوع معين من خلايا الدم البيضاء للتفاعل عندما يستشعر خلية غير صحية، ولكن في ختام تلك الدراسة، كما تقول الدكتورة سابرينا جيسبرغر، من معهد برلين لبيولوجيا الأنظمة الطبية، فإن العلماء “ما زالوا لا يعرفون ماذا يحدث في الخلايا”.
أما في الدراسة الجديدة، فقد قام فريق سابرينا جيسبرغر بفحص “عملية التمثيل الغذائي للخلايا المناعية التي تعرضت لتركيزات عالية من الملح”، وفي هذه المرة تعلموا المزيد حول كيفية تأثير الملح على المناعة، وهو “أنه يعطل السلسلة التنفسية، مما يتسبب في إنتاج الخلايا لـ”أدينوسين ثلاثي الفوسفات” أقل وكذلك استهلاك كمية أقل من الأكسجين”، كما يقول البحث الجديد.
ويُعرّف “أدينوسين ثلاثي الفوسفات” في الدراسة، بأنه “الوقود الشامل الذي يمد جميع الخلايا بالطاقة”، مما يوفر الطاقة لقوة العضلات وتنظيم التمثيل الغذائي، وهذا يعني أنه إذا تسبب ارتفاع مستوى الصوديوم في الجسم في نقص الإمداد من أدينوسين ثلاثي الفوسفات، فإنه يؤثر على كيفية نضوج خلايا الدم البيضاء، وهي المسؤولة إلى حد كبير عن الاستجابة المناعية للجسم.
وردا على كمية الملح الآمنة التي يجب تناولها بمعدل يومي، كتبت الدراسة الجديدة: “يوصي خبراء التغذية بأن يقصر البالغون تناولهم اليومي من الملح إلى 5 أو 6 غرامات على الأكثر، وهذا يشمل الملح المخبأ في الأطعمة المصنعة”.