يكون متتبعات المجلة النسائية “Khmissa.ma”، و قراء الجريدة الإلكترونية “le12.ma” عربية طيلة الشهر الفضيل على موعد يومي مع حلقات “مول الحانوت” يكتبها تاجر القرب الطيب آيت باها، تكشف خبايا وأسرار علاقة “مول الحانوت” بالعابرين والجيران و كناش الكريدي” والثقل الضريبي.. إلى جانب حكايات مع بيع حليب رمضان و”قوام الحريرة” ومحنة قرار الإغلاق الليلي للعام الثاني على التوالي.
إليكم الحلقة (28)
في هاذ الليالي العشر الأواخر، و أنا جالس كما العادة قدام محلي التجاري، أراقب حركة الناس، لعلي نخرج منها بشي ملاحظة، أو تجود علييا بشي إلهام، أو نستنتج منها شي حكمة، وقف علييا فجأة واحد السيد، كان من الكليان ذيالي. وكانت حرفتو حلّاوي، تايصاوب الحلويات، ويوزعها بموطورو على مالين الحوانت..
هاذ السيد كان خدام، مقاتل مع الوقت، ماعليه ما بيه، حتى وقعات ليه واحد الحادثة سير، كانت بداية لتدهور نشاطو التجاري، وكنت أنا كانتصارف معاه بالكريدي، وكانتسالو شي بركة ديال الفلوس! ولأنه كان عزيز النفس، تافقنا أنا ويّاه على مجموعة من الأمور، باش يقدر يخلص الدين اللي عليه حبّيا، رغم أنني لا أملك أي ضمانات مقابل هاذ المعاملات اللي كانت كاتجمعني به!
المهم أنه من بعد محاولات متكررة لتيسير طريقة الأداء، مابقاش قادر يلتازم معايا، داكشي اللي خلاني نعاود معاه الفيلم من أول وجديد، وعطيتو عاود شي بركة ديال السلعة، بحال إيلا عاد أول مرة غادي يبدا مشروعو من نقطة الصفر. إلّا أن الظروف كانت أقسى وأكبر من توقعاتنا بجوج، لذلك قرر يطلق محالو التجاري، وينساحب من السوق بشكل نهائي!!
من جهتي ما بقَى عندي ما ندير، وفوّضت أمري لله، ثم سحبتو بدوري من مذكرة المديونين، وما بقيتش سووّلت فيه لما يقارب عشر سنوات! حتى وقف علييا اليوم شي ساعة قبل آذان المغرب!
الصراحة بان لييّا وجهو صافي ومبشور، خصوصا مع الإبتسامة اللي بقات مرسومة على وجهو طيلة مكوثه معي، ومن أعماق قلبي، وبحسن نية، قررت نتحدث معاه في أمور ثانوية، باش نحاول نخليه يحسّ بأنني نسيت داكشي اللي جرا بيناتنا. لأنني كلاسيت داكشي اللي وقع ضمن أحوال القدر خيره وشره! ولكن غير قرّب يأذن المغرب بشي 10 د الدقايق، وهو يدير إيدّيه في جيبو، واجبد واحد 1000 درهم، ومدّها لييا، وهو يسألني عن المبلغ المتبقي!!
الصراحة أنا ماتفاجئتش، لأنني متعوّد على بحال هاذ الصدق، وعاينت حالات بحال هاذ النوع، من أيامات الوالد الله يرحمو، لأن الدنيا مهما كانت قاسية بظروفها، ما كتبدلش الناس اللي معدنهوم أصيل ونادِر. وبما أنني عشت بحال جميع البشر أزمات مختلفة، عارف بحق هاذ الرجال وهاذ المواقف، ولذلك طلبت منّو يتريث شوية، وما نشد من عندو حتى درهم، إيلا كان هو محتاج لهاذ البركة، خصوصا في هاذ الشهر الفضيل! فقال لي بأن أولادو مسّك عليهوم الله بوظائف محترمة، فقرر حتى هو يدير هاذ المبادرة في هاذ الشهر الفضيل تحديدا، باش ربي يسهل عليه، ويرد الدين اللي عليه!!
غير هو أنا والله ما بقيت عاقل شحال كانتسالو، لأنني نهار تأكدت أنه مابقاش قادر يلتازم معايا، مزّقت ورقة حسابو من كناش الكريدي!!
في مثل هاذ الحالات، كما عشت مثيلاتها مع الواليد الله يرحمو، تايبقى علييا أنا غير نقول ليه كُلّما مدّ لييّا شي بركة: “الله يخلف علينا وعليك، والمسامحة بيناتنا، اللي نسى فينا شي حاجة”!!
الطيب آيت أباه : تاجر