فقدت السينما المصرية اليوم الأحد، قبطان السينما، الفنان القدير نبيل الحلفاوي، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة نتيجة مشاكل في الجهاز التنفسي.
وعبر حساب “القبطان” بموقع إكس، أعلن نجلاه وليد وخالد، خبر وفاة والدهما في تغريدة داء فيها: “… الوالد ربنا استجاب لدعاه ولم يمر بعذاب طويل مع مرض وألم طويل، كان دائما يدعي وربنا ماخذلوش، شكرا على كل الحب والدعاء..”.
وأضافا نجلي الراحل، “وصلاة الجنازة اليوم الاحد 15 دجنبر بمسجد الشرطة زايد بعد صلاة العشاء”.
ونعى الحلفاوي عدد من الفنانين، جاء في مقدمتهم الفنان كريم عبد العزيز الذي كتب عبر حسابه على منصة إكس “إنا لله وإنا إليه راجعون.. وفاة الفنان القدير نبيل الحلفاوي اللهم اغفر له وارحمه.. خالص العزاء لأسرته الكريمة وجمهوره“.
وكتب الفنان أكرم حسني عبر حسابه على فيسبوك “إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، بمزيد من الحزن والأسى أنعي الأستاذ الكبير المحترم نبيل الحلفاوي والد إخوتي خالد ووليد اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك وألهم أهله الصبر والسلوان نسألكم الدعاء“.
وكتب الفنان عمرو محمود ياسين “ببالغ الحزن والأسى، ننعى رحيل الفنان القدير نبيل الحلفاوي، الذي غادر دنيانا تاركا خلفه إرثا فنيا خالدا يشهد له الجميع. لقد كان رمزا من رموز الفن المصري والعربي، صاحب الأداء المتميز والحضور البارز الذي أثر في قلوب الملايين بأعماله الراقية وإنسانيته النبيلة“.
وكتب الممثل محمد صبحي على فيسبوك “رحل اليوم زميل الدراسة وصديق العمر والفنان المثقف البارع بجدارة.. الفنان نبيل الحلفاوي امتلك الموهبة والمبادئ وشرف المهنة.. فاحترمه الجميع”.
وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1947، وتميز أداؤه بالنضج الذي لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاجا لتجارب غنية وخبرات متنوعة. صقل موهبته من خلال الوقوف على خشبة المسرح، إلى جانب دراسته الأكاديمية بمعهد الفنون المسرحية، حيث تخرج منه في سبعينيات القرن الماضي.
وخلال الشهور الأخيرة قبل رحيله، ظهر اسم الحلفاوي مرارا في تعليقات كروية شخصية تابعها الآلاف، تركز على أداء فريقه المفضل، الأهلي القاهري، ذي الشعبية الواسعة.
واشتهر الحلفاوي بدوره الشهير “نديم هاشم”، رجل المخابرات المصري في مسلسل “رأفت الهجان” الذي عرض على 3 أجزاء في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
ورغم الشهرة الجماهيرية التي حظي بها في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، فإن الحلفاوي بدأ مسيرته بأدوار صغيرة في سبعينيات القرن الماضي، ساعدته على الانتشار والتألق، فقد ظهر في مسلسلات مثل “العصابة” و”قرية الرعب” و”الجريمة” و”القضية 512″، وشارك في أعمال مسرحية بارزة مثل “أنطونيو وكليوباترا” و”عفريت لكل مواطن“.
كما لعب أدوارا عدة بالتلفزيون والسينما، إذ ساعدته ملامحه المصرية المميزة ولهجته القوية على أداء الأدوار الجادة والعسكرية، ولمع في أداء دور ضابط البحرية بفيلم “الطريق إلى إيلات” الذي يروي قصة عملية عسكرية هجومية للضفادع البشرية المصرية عام 1969، من إخراج إنعام محمد علي.
تراكمت خبرات الفنان القدير نبيل الحلفاوي عبر سنوات من التعاون مع كبار صُناع السينما والدراما والمسرح، مما أهّله للانتقال إلى مرحلة أكثر نضجا وتألقا، حيث اكتسب شهرة واسعة بفضل تنوعه بين السينما والمسرح والدراما، وأدائه المتعدد الأوجه.
ما يميز نبيل الحلفاوي هو قدرته الفريدة على التنقل بسلاسة بين أنماط وألوان مختلفة من الشخصيات، متجنبا الانحصار في إطار نمطي. تألق في أدوار متنوعة أبرزها شخصية العقيد محمود، قائد التدريب في فيلم “الطريق إلى إيلات”، والذي كان ملقبا فيه باسم “القبطان” وهو اللقب الذي لازمه فيما بعد بين الجمهور.
تميز الحلفاوي أيضا بتقديم الشخصيات التاريخية والسير الذاتية، وقد جسد شخصية عبد الله النديم في مسلسل “أمير الشعراء: أحمد شوقي”، وشخصية جمال عبد الناصر في “دموع صاحبة الجلالة” مع المخرج يحيى العلمي، كما تعاون مع المخرج حاتم علي لتقديم شخصية علي ماهر باشا في مسلسل “الملك فاروق”. وشارك في أعمال دينية وتاريخية بارزة مثل “الأزهر الشريف منارة الإسلام”، و”الطريق إلى سمرقند”، و”ابن تيمية”، إلى جانب تجسيد شخصية عمر مكرم في مسرحية “رجل القلعة”، التي تناولت تاريخ مصر في عهد محمد علي باشا، تحت إخراج سعد أردش.
أبدع الحلفاوي في تقديم شخصيات تحمل صراعات نفسية داخلية بأداء نابض بالحياة، كان من أبرز شخصية المعلا قانون في مسلسل “غوايش”، التي حققت له انطلاقة واسعة في عالم الدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى شخصية زكريا بن راضي في مسلسل “الزيني بركات” مع المخرج يحيى العلمي، حيث قدم أداء متميزا في مواجهة تمثيلية قوية مع أحمد بدير، كما تألق في دور رفاعي في مسلسل “زيزينيا“.