بعد المطبخ الصيني والياباني، انتشر مؤخراً المطبخ الاسباني في عدد من عواصم الدول الأوروبية والمدن الأمريكية، على نطاق واسع شعبياً، وأصبح طبق “البايلا” الإسباني مطلباً للكثير من الزبائن الذين أسرهم مذاق هذا الطبق التاريخي الذي يعود إلى اوائل القرن التاسع الميلادي في بلاد “الأندلس” التى أسسها العرب في
منطقة شبه الجزيرة الأيبرية، وكلمة “بايلا” الاسبانية أصلها عربي “بقايا” وتعني بقايا السمك والدجاج واللحوم أي جميع أنواع البروتينات الحية، يتم جمعها في نهاية الأسبوع وطبخها بطريقة مميزة وسط الأرز المفلفل والمنكه بالزعفران، وكان عرب الأندلس في القرن التاسع الميلادي قد ابتدعوا هذا الطبق وتفننوا في إعداده وتقديمه، وتوارثته الأجيال في اسبانيا خلال أكثر من أحد عشر قرناً، وأصبح الآن سفير المطبخ الاسباني حول العالم.
“البايلا” تغزو العالم
يقول الطباخ الاسباني جوردي مارتين، لـ”فوشيا”، أنه عمل في مجموعة مطاعم “بايلا هاوس” في فرنسا وبلجيكا أوائل التسعينيات، وكان المطعم يملك فرعاً ثالثاً فقط في اسبانيا، وكان سكان فرنسا وبلجيكا وخاصة العاصمة قد أقبلوا في تلك الأثناء على المطبخ الإسباني المؤسس حديثا لديهم، ومع تزايد الإقبال انتشرت الفروع داخل بلجيكا وفرنسا، ثم امتدت لتشمل أغلب عواصم أوروبا، وعبرت المحيط نحو أمريكا من شمالها إلى أقصى جنوبها، ثم عبر البحر المتوسط، ويوجد حالياً العديد من الفروع للمطعم في دول شمال أفريقيا بالكامل، ونال طبق “البايلا” بصفة خاصة إعجاب عشاق الطعام حول العالم، بالإضافة إلى باقي الأطباق الاسبانية المميزة مثل تورتيللا بالبطاطا “عجة البطاطا”، بوتيفارا وتاباس، وجميعها أكلات مميزة جداً ولذيذة المذاق، لكن ليس بدرجة لذة البايلا.
ارز بالزعفران
ويتكون طبق البايلا، من الأرز والزعفران ولحم الأرانب أو الدجاج، حيث تقطع اللحوم بحجم صغير “مكعبات”، وتضاف إليها الخضروات الفلفل الأحمر والفلفل الأصفر الرومي والقرع، والفاصولياء الخضراء والفاصوليا البيضاء والبازيلاء ومسحوق الطماطم “الصلصة”، وبلح البحر، والجمبري، والأسماك، وتحضر عن طريق تحمير الثوم والبصل المقطع بحجم صغير مع اللحوم المقطعة في قليل من زيت الزيتون لمدة 20 دقيقة، ثم تضاف الخضروات المقطعة صغيراً، والفاصوليا البيضاء المنقوعة، مع ماء يغطى المقادير المضافة، وقليل من الملح والفلفل الأسود، وكمية من الأرز الجاف كافية لامتصاص السائل (نسبة 1 أرز إلى 2 ماء)، ويضاف مسحوق الطماطم والزعفران، وتترك تغلي بدون غطاء لمدة 25 دقيقة يتشرب فيها الأرز السائل، قبل نهاية عملية الطبخ بمدة 5 دقائق يخلط القمرون وبلح البحر، ويقلب المخلوط مرة أخيرة على النار.