شجاعة، متفانية وصلبة الإرادة…خصال ترتسم جلية في سلوك رقية الطيبي، رئيسة مقاطعة الأمن بالحي الحسني التابعة لدائرة بن دباب عين قادوس بفاس. تبذل يومياتها في السهر على مهمة نبيلة قوامها حفظ وحماية أمن الساكنة وسكينتها وممتلكاتها.
في حالة تأهب دائم، لا تذخر الضابطة الممتازة، المرأة الوحيدة على رأس مقاطعة للأمن في ولاية فاس، أي جهد في خدمة المواطنين والانصات لانشغالاتهم وتلبية انتظاراتهم في مجال الأمن.
التحقت هذه المجازة في الآداب من كلية ظهر المهراز بفاس، والتي أمضت سنتين في المدرسة الفرنسية للتعليم التقني، بسلك الشرطة عن قناعة وحب كمساعدة سنة 2000، قبل أن ترقى الى رتبة ضابط بعد نجاحها في مباراة سنة 2012، تلاها تدريب ميداني في بني انصار بالناظور.
وعينها تتطلع بإجلال الى العلم الوطني الذي يؤثث مكتبها، تستعيد رقية الطيبي بفخر واعتزاز تلك اللحظات القوية التي عاشتها في حفل أداء القسم بتطوان أمام جلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد ذكرى اعتلائه العرش.
معتدة بصرامتها وحيويتها، أبانت السيدة التي عينت عام 2015 مساعدة لرئيس مقاطعة الحي الحسني، الحي الشعبي الذي يضم 29 ألف نسمة، والمعروف بارتفاع معدلات الجريمة، عن مؤهلاتها ونجاعة أدائها في ممارسة مهمتها النبيلة، الى جانب زملائها.
هذه الأم لطفلين، ذات الروح اليقظة الوثابة، تزاوج بين مسؤوليتيها المهنية والعائلية معولة على تفهم ودعم زوجها الذي يدرك طبيعة مهمتها والتضحيات التي تتطلبها.
توثق رقية في سجلها قائمة بتدخلات ذات حساسية من موقعها كضابطة للشرطة القضائية، من اقتحام لأوكار الفساد الى مقاه تقدم الشيشة فضلا عن اجهاض عمليات للاتجار بالمخدرات، تلك االتدخلات لتي كانت في زمن ما حكرا على الرجال.
حماسها وشغفها بمهنتها يبدو لكل من صادفها وهي تسهر على تنظيم حركة السير في مختلف مفاصل المدينة مزدانة ببذلتها النظامية المرتبة التي تزيدها مهابة. كشرطية مواطنة، لا تقف عند الاضطلاع بمسؤولياتها الأصيلة بل تتحفز بوازع حسها الانساني والاجتماعي بالتعاون مع الأطراف المختصة لتحريك آليات الوساطة والمصالحة في حل بعض الخلافات البسيطة من جنس ما يطرحه الجوار والقضايا الأسرية، تفاديا لولوج مساطر العدالة.
كفاءتها وتجربتها المهنية داخل الجهاز الأمني خولتها تشجيعا من قبل رؤسائها وتقديرا واسعا من قبل الزملاء. وفي حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، تسجل أن المرأة المغربية حاضرة بقوة على مختلف المستويات، في مسرح الجريمة، في فرقة مكافحة العصابات كما في غرفة القيادة والتنسيق.
لا مستحيل في الحياة، تردد رقية. سر التفوق عمل ومثابرة وتصميم على المضي الى الأمام. والأفق في عينيها مفتوح أمام المغربيات الحالمات بالأفضل.