يقول خبراء إن الإفراط في التفاؤل يمكن أن يعرقل المشاريع ويعرض الصحة للخطر، لكن القدر المناسب منه يمكن أن يدفعك بشجاعة نحو تحقيق أهدافك.
التفكير الإيجابي علاج لعقلية الإنسان :
إن التفكير الإيجابي سمة مميزة للتطور، لأنه يسهل عملية تصور ما يمكن تحقيقه. وتختلف مستويات الانحياز للتفاؤل باختلاف حالتنا العقلية وظروفنا الراهنة، وهناك أيضا طرق لكبح جماح هذا الانحياز والحد منه، أو لرفع مستوياته. وهناك افتراضان يشكلان أساس حالة الانحياز للتفاؤل :
أولا: أن نمتلك سمات إيجابية أكثر مما يتوفر للشخص العادي.
ثانيا: أن يكون لدينا نوع من السيطرة على العالم من حولنا.
علم الأعصاب و التحيز للتفاؤل :
تقول “شيلي لاسليت”، الرئيسة التنفيذية لشركة “فيتاي كوتش”، والتي تستخدم علم الأعصاب والتكنولوجيا في التدريب على إدارة الأعمال: “لم يكن الجنس البشري ليتطور من دون التحيز للتفاؤل”. وتعزو “لاسليت” الفضل في التحيز للتفاؤل باعتباره الصفة التي تقودنا إلى تجربة أشياء جديدة رغم أنها قد تكون صعبة، لأنه يوفر لنا قدرا معينا من الثقة بأن الأمور ستسير على ما يرام. كما يحمينا من القلق من كل ما يتصف بعدم اليقين، مثل المستقبل. وتقول “تالي شاروت”، أستاذة علم الأعصاب الإدراكي في كلية لندن الجامعية، إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة في هذا التحيز هو أنه “مقاوم في مواجهة الواقع”. وعلى الرغم من الأحداث السلبية غير المتوقعة التي تحدث معنا أو نشاهد حدوثها سواء في الأخبار أو لأشخاص آخرين، فإن الأحداث الإيجابية هي التي تترك الانطباع الأكبر على نظم قناعاتنا. وإننا “نتعلم بشكل أفضل” من الأشياء الجيدة التي تحدث حولنا، وهذا يجعلنا نستمر في التحيز الايجابي. في حين نميل إلى التقليل من مصداقية الأشياء السيئة، بل أن البعض يتجاهلها تماما.
ضرر التفاؤل :
يقول العلماء إن الإفراط في التفاؤل يمكن أن يؤدي إلى تقييم المخاطر المحتملة بشكل يفتقر إلى الدقة والصحة. كما يجب الحذر من الجانب السلبي للتحيز للتفاؤل، وهو الفشل في توقع المخاطر بشكل صحيح. وتقترح “لاسليت” الاحتفاظ بمذكرات خاصة بالتوقعات والنتائج في أماكن العمل من أجل تقييم مستواك الخاص من التحيز للتفاؤل، وهو ما يسمح لك بالتعديل بشكل يتلاءم مع ذلك إذا لزم الأمر. وقد يسمح القيام بذلك بإتاحة ثلاثة أسابيع لإكمال مشروع ما على سبيل المثال، بدلاً من أسبوعين. وترى “لاسليت” أن دراسة الموقف جيدا والنظر إليه من مختلف الزوايا هو الأفضل دائما، وتقول: “أي نقطة قوة يتم المبالغة في استخدامها تصبح نقطة ضعف: وهذا يعني أن التفاؤل الأعمى ليس جيدا على الإطلاق”. وتضيف أن فرط التفاؤل يرجع بشكل سلبي على صحة الإنسان في حالة فشله، وعدم نجاحه يدخله أحيانا في نوبات اكتآب ولومة، وقد يصل الشخص المريض إلى الإنتحار او التفكير فيه بمجرد فشل تحيزه الفكري الأولي.