جرى مساء أمس الثلاثاء بسينما ميغاراما في الدار البيضاء تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي ”جرادة مالحة” للمخرج ادريس الروخ.
وقد تم بناء عوالم هذا الفيلم على كتابة تعمدت فصل نفسها عن الزمان والفضاء .. ويتعلق الأمر باختيار موجه بشكل درامي يعطي أهمية أكبر للسرد والشخصية.
ويبقى الرهان الأساس في هذا الفيلم الطويل هو إقحام الجمهور في حكاية نفسية درامية وتقريبه من الشخصيات، مع خلق نوع من التلاقي مع واحد أو أكثر منهم.
تدور أحداث فيلم “جرادة مالحة”، الذي صور بين مدن إفران ومكناس وأزرو وبن سليمان، عن قصة رانية، وهي شابة في الثلاثينيات من عمرها تعيش حياة رتيبة، مقتنعة بأن زوجها يخونها مع امرأة أخرى، وفي كل ليلة عندما يعود زوجها “عمر” إلى المنزل يتكرر نفس السيناريو الذي ينتهي بشجار .. فخوف وغيرة رانيا تجعلها عمليا غير مستقرة.
وشارك في بطوله الفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به كل من إدريس الروخ وعدنان موحاجة، عدد من الوجوه الفنية من بينها عبد الرحيم المنياري، وكريم بولمال، والممثلة فاطمة الزهراء بناصر، ومنى الرميقي.
وأبرز الروخ في تصريح لـ M24 ، القناة الإخبارية لـوكالة المغرب العربي للأنباء أن مسار إنتاج “جرادة مالحة” استمر لعدة سنوات بهدف تنقيح مختلف تفاصيل هذا العمل السينمائي.
وشدد على ضرورة عدم التغاضي عن أي تفاصيل سواء من حيث السيناريو أو بناء الشخصيات أو الإضاءة أو حتى الموسيقى.
وحسب إدريس روخ فقد كانت هذه التجربة السينمائية متفردة للغاية من نواحٍ عديدة، من السيناريو الذي شارك في كتابته مع عدنان موحاجة، إلى تصور التركيب الدرامي وبناء الشخصيات في الحكي السينمائي.
من جهتها قالت الفنانة منى الرميقي، التي تؤدي دور شخصية رانيا في الفيلم، إنها تشرفت كثيرا بالمشاركة في هذا الفيلم الذي شكل بالنسبة لها تجربة ثرية على الصعيدين الإنساني والمهني.
وبالنسبة لشخصية رانيا الشابة التي تقوم ببحث صعب عن هويتها الحقيقية، فتشير هذه الممثلة إلى أن هذا النوع من الدور المعقد يتطلب الكثير من التحضير والعمل على استيعاب الجوانب المختلفة والفروق الدقيقة، من أجل تقريب أكثر بالشخصية من الجمهور.
ويذكر أنه تم عرض فيلم “جرادة مالحة” للمخرج ادريس الروخ، السنة الماضية في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط.
واستطاع الفيلم تسجيل حضوره القوي مباشرة بعد عودة الحياة لدور السينما، حيث حاز على جائزة أفضل فيلم بمهرجان تورنتو بكندا، فضلا عن مشاركته في مهرجان مونتريال للأفلام المستقلة، ومهرجان دوربان السينمائي الدولي في جنوب إفريقيا، ومهرجان بافالو السينمائي الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية.